بيروت، 4 آب 2011
اعتدت مجموعات من الشبيحة على اعتصام سلمي دعا اليه عدد من الناشطين والناشطات مساء الثلاثاء 2 آب امام سفارة النظام السوري في الحمرا، بيروت، تضامناً مع ثورة الشعب السوري على النظام السوري .
فبعد تجمع نحو خمسين شخصاً من المعتصمين، خرجت ثلاث مجموعات شبيحة من الشوارع المجاورة للسفارة وتجمعوا بمواجهة المعتصمين فيما كانوا مجهزين بالعصي، بالسكاكين وبالاحزمة الجلدية.
بعد مرور اقل من عشر دقائق بدأت هذه المجموعات بالتهجّم على المعتصمين والمعتصمات بشكل همجي مستخدمين العصي والسلاح الابيض والحجارة والاحزمة الجلدية والكراسي المتواجدة في الشارع، وكان ذلك امام حراس السفارة من الامن الداخلي اللبناني، الذين لم يتدخلوا، ووقع العديد من الجرحى، وكانت اصابات بعضهم بالغة الشدّة.
يخفي هذا الهجوم في طياته محاولة اغتيال أي حراك سياسي مستقل أو عفوي، وكمّ أي صوت يختلف عن كافة مكونات النظام السياسي الطائفي اللبناني بكتلتيه الشهيرتين. هذه الهجمة لم تكن يتيمة فقد سبقتها هجومات أخرى تقوم بها الجماعة عينها، وذلك على إيقاع قيام السلطات الأمنية باعتقالات بحق ناشطين حقوقيين وفنانين نتيجة تعبيرهم عن رأيهم بحرية، الأمر الذي يؤكد استمرار النهج القمعي. الذي ينهل من تجارب النظام الأمني اللبناني السوري.
تضامننا مع الثورة السورية والبحرينية والمصرية والليبية واليمنية والتونسية، هو التزام منا بحرية التعبير كما بضرورة التغيير في لبنان أيضا، فالثورات هذه ستفرض بطبيعة الحال تغييرا ودفعا لمحاولات إسقاط النظام اللبناني المرتبط عضويا مع أنظمة القمع في المنطقة ونرى ان المعادلة التي تطرحها الثورات هي معادلة الشعوب بمواجهة الانظمة ومن موقعنا هذا نحن نلتزم مع حركة الشعوب بمواجهة الانظمة، جميع الانظمة. ونرفض أي محاولة تجيير سياسي قد يسعى البعض من خلالها الى وضعنا ضمن قالب من قوالب الاصطفافات السياسية الطائفية المعروفة ب٨ و١٤ اذارا.
إننا ندعو إلى فتح تحقيق جدّي ومستقل في حادثة الاعتداء أمام السفارة السورية لمحاسبة المعتدين، وضمان الحريات العامة في كامل لبنان وفي منطقة الحمرا. ونؤكد على عزمنا على المضي قدما في حراكنا من خلال طريقين:
الأول، متابعة قضية الاعتداء من خلال القضاء الذي نأمل منه أن يحكم بالعدل، فالعدل أساس المجتمع.
أما الثاني، فسيكون عن طريق استمرار الاعتصام وكل حملات التضامن مع ثورة الشعب السوري.
المعتصمون والمعتصمات أمام سفارة النظام السوري